بسم الله والله أعلم .............ممكن اضيف طرحا للموضوع
((
إن هذان لساحران )) وكان يجب أن ينصب بالياء والنون لأنه مثنى، فيكون التركيب الصحيح
--------------------------------------------------------------------------------
الآية الثالثة : جاء في سورة طه قوله : (( إن هذان لساحران )) وكان يجب أن ينصب بالياء والنون لأنه مثنى، فيكون التركيب الصحيح : "إن هذين"، ولكننا نجده مرفوعا بالألف والنون [إن هذان ...]
الجواب من وجهين :
الأول : ان قوله تبارك وتعالى : ((إن هذان لساحران )) هي لغة لبعض القبائل العربية كبني الحارث بن كعب، وخثعم، وكنانة، وعذرة، وزبيد، وغيرهم. يقولون : مررت برجلان ، وقبضت منه درهمان ، وجلست بين يداه ، وركبت علاه . و أنشد هوبر الحارثي :
تزود منا بين أذناه ضربةً *** دعته إلى هابي التراب عقيم[ قائلة هو هوبر الحارثي، كما في اللسان مادة صرع ، و هبا ]
وقول الشاعر : [ الطويل ] :
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى مساغاً لناباه الشجاع لصمما [ نسبه الحريري ص 107 للمتلمس. وهو في مختارات ابن الشجري ص 32، وهو ايضاً في شواهد الأشموني 1 / 79 .
وأنشدوا :
أي قلوص راكب تراها *** طاروا علاهن فطر علاها
والشواهد كثيرة ، ولغة إلزام المثنى الألف لغة مشهورة ، وقد جاء القرآن على أحرف عدة ولغات شتى، فلا غرابة أن يكون في القرآن وجه ورد على لغة لبعض قبائل العرب المشهورة .
قال النحاس : هو (( من أحسن ما حملت عليه الآية )) اعراب القرآن 3 / 46
الوجه الثاني : قوله تبارك وتعالى : (( إن هذان لساحران )) هذه (إن) المسكنة وليست مشددة كما يظن هؤلاء وإنما هي مخففة من إن المشددة. واسمها دائما ضمير محذوف يسمى ضمير الشأن. وخبرها جملة. هي هنا جملة (هذان ساحران) وتأتي اللام المؤكدة في خبرها فتميزها عن «ان» النافية، ولا تحذف إلا لقرينة لفظية أو معنوية ومن ذلك ما جاء في الحديث النبوي (قد علمنا إن كنت لمؤمنا). ومن ذلك قول الشاعر:
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك *** وإن مالك كانت كرام المعادن
فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين