<< المراهقة .. بين مفهومها العلمي .. والإسلامي >>
________________________________________
أولاً دعونا نتعرف على المراهقه من مفهومها اللغوي
المراهق : من راهق : تدرج نحو النضج
راهق الغلام فهو مراهق أي قارب الاحتلام
كلمة رهق تعني السفه و الخفة و العجلة و ركوب الخطر
أما من الناحية الإصطلاحيه .. فهي :
مرحلة طبيعية من مراحل عمر الإنسان تلي مرحلة الطفولة، فمرحلة المراهقة بمثابة "الوسيط" اللتي يعبر بها الشخص من فترة الطفولة التي ما زالت تُبنى فيها شخصيته بجانب خبراته السلوكية إلى فترة النضج والاستقرار على الرغم من أنها أكثر المراحل إزعاجاً.
أي هي مرحلة الانتقال من الطفولة إلى النضج .
في هذه المرحلة عادة ما تظهر بعض السلوكيات لدى المراهق .. منها على سبيل المثال
السرقة , والكذب , والتدخين , والهروب من المدرسة , والعناد , إلى غير ذلك من السلوكيات الخاطئة ..
أيضاً نجد كلمة المراهقة .. يدرج تحتها بعض المراهقين كلمة الحرية ..
حيث إنها تعني لدى المراهق الحرية في السلوك والمعتقدات والتصرفات ..
وهذا شيء جميل ولكن في حدود الدين ..
هذه هي مبادئ المراهقة التي عرفناها ..
ولكن من رأيي الإسلام ينفي كل هذه المعتقدات .. أي أنه في الإسلام لايوجد شي اسمه مراهق ..
أو مرحلة مراهقة .. يترك للشاب حرية التصرف .. أو ممارسة عادات المراهقة ..
والدليل على ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
( عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين , واضربوهم عليها لعشر سنين , وفرقوا بينهم في المضاجع } رواه أحمد وأبو داود ) . (1)
)
نستنتج من حديث رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. بأن الطفل يؤمر بالصلاة لسبع سنين .. وعند بلوغ العاشرة يضرب إذا ترك الصلاة .. أي أنه في هذه المرحلة بدأ يدرك ويعقل أن الصلاة واجبه ..
أيضاً أمرنا المصطفى الكريم بالتفريق بين الابن والبنت في المضجع .. وذلك عند سن العاشرة .. لماذا ؟ لأن الطفل في هذه المرحلة أصبح يدرك ماذا يفعل .. وأصبح يعرف الأصح من الخطأ ..
ولنقف أحبتي .. وقفات مع الصحابة رضوان الله عليه .. أفضل البشر بعد الأنبياء ..
ولننظر في سيرة عبد الله بن عباس رضي الله عنه .. الذي مات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يبلغ الاحتلام، في أول سن الاحتلام والبلوغ.. ومع ذلك كان من أحبار هذه الأمة.. وكان يحمل من علم الرسول صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير.. حتى أعجب الرسول صلى الله عليه وسلم بسلوكه وسيرته وحسن أدبه .
فعن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن ابن عباس قال : وضعت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضوءا ، فقال :
{اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل} (2)
ولننظر الى سيرة عبد الله بن عمر رضي الله عنه.. الذي يقول: عرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة.. فردني الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لم يبلغ.. وعرض عليه في الخندق وهو ابن خمس عشرة فقبله .. فخاض المعركة وعمره خمس عشرة سنة.
وللنظر الى سيرة عمير بن أبي وقاص.. لما أرادوا الخروج إلى المعركة وكان طفلاً صغيراً فرده الرسول عليه السلام.. فعبر عن حزنه كما يعبر الصبية الصغار عن حزنهم.. ذهب إلى أمه يبكي في حجرها.. فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بخبره أجازه وقبله.. فجاء أخوه سعد بن أبي وقاص يعد له سيفه ونصله ورمحه.. فكان السيف يخط في الأرض من قصره وصغره.. ومع ذلك خاض المعركة وقتل فيها شهيداً. رضي الله عنهم وأرضاهم .
أين نحن من سيرة محمد بن القاسم الذي يقود الجيوش وعمره خمس عشرة سنة .
أين نحن من سير هؤلاء الأبطال .. وأين هم أطفالنا وشبابنا من مجدهم وطموحهم ..
كانت طموحاتهم هي الجهاد وقيادة الجيوش وهم لم يتجاوزوا سن الطفولة ..
ونحن .. ماهي طموحات شبابنا اليوم ؟؟
ابن تيميه رحمه الله .. كان عمره 20 سنة وكانت حلقته حلقة هائلة لا يدرك مداها.. وكان الشيوخ كبار السن يحملون الدفاتر والمحابر ويكتبون ما يقوله شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله.
أين هم شبابنا؟؟ .. وأين هي طموحاتهم؟؟.. وهل تعريف المراهقة .. وما نقرأه دائماً عن سلوكيات المراهقين
تنطبق على شباب الإسلام ؟؟