قال صلى الله عليه وسلم : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" أخرجه البيه قي في السنن الكبرى
.كان صلى الله عليه وسلم عجيبا في ذلك ، فتواضعه تواضع من عرف ربه مهابة ، واستحيا منه وعظّمه وقدره حق قدره ، فسافرت روحه إلى الله وهاجرت نفسه إلى الدار الآخرة ، فما عاد يعجبه شيء مما يعجب أهل الدنيا ، فصار عبدا لربه بحق يقول :"إنما أنا عبد : آكل كما يأكل العبد واجلس كما يجلس العبد " ولما رآه رجل ارتجف من هيبته قال :"هون عليك ،فإني ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة "...
وكان يكره المدح ، وينهى عن إطرائه ويقول :"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، فإنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا عبد الله ورسوله" أخرجه البخاري وكان ينهى أن يقام له ، وأن يوقف على رأسه ، وكان يجلس حيثما انتهى به المجلس ، وكان يختلط بالناس كأنه أحدهم ،
وكان يحب المساكين ، ويروى عنه قوله :"اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين". وكان يحرم الكبر وينهى عنه ، وببغض أهله ويقول :"يحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر ، يغشاهم الذل من كل مكان". ويروي عن ربه أنه قال :"الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحد منها قذفته في النار" أخرجه مسلم وأبو داود .
فكان صلى الله عليه وسلم محببا إلى القلوب .
فصلى الله عليه وسلم ما تحرك بذكره اللسان ، وسارت بأخباره الركبان ، وردد حديثه الإنس والجان .