خل الصيف فاشتد ولوع الناس بالأشربة الباردة ، ومن بين هذه الأشربة عندنا في شمال إفريقيا مشروب يسمونه" اللاقمي "وهو شراب طبيعي يستخرج من لب النخل .
وكيفية استخراجه ، هو أن تجرد النخلة من جريدها إلا أربعة أو خمس جريدات ، من كل جهة تبقى جريدة،ثم يزال شوكها حتى يمكن الجلوس عليها والانتقال فوقها بسهولة ، ثم - وبعد إزالة الجريد- يكشط عنها الليف حتى يظهر الجمار( شحمة النخلة) وهو على شكل سنام البعير وهو أبيض اللون حلو المذاق ، ويسمى الكثر والكثر- بالفتحتين- وفي الأثر عن رافع بن خديج قال لمروان بن الحكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،: يقول لاقطع في ثمر ولا كثر فأمر مروان بالعبد فأرسل. قال أبو داود الكثر الجمار ، (صححه الشيخ الألباني)
ويسمى الجذب والجذاب واليقق- محركة- كلها أسماء للجمار .
وبعد ذلك يحفر في أصل الجمارة من حولها حوضا على شكل حلقة مستديرة مثل أخدود حول جبل ويكون عمق هذا الحوض نحو سنتمترين وعرضه نحو ذلك أو أكثر بقليل لينتهي هذا الحوض إلى فتحة صغيرة يوضع فيها أنبوب بلاستيكي أوقصبة مجوفة إلى خارج رأس النخلة ليصب في إناء أعد من أجل جمع هذا الشراب.
ويجب يوميا في المساء وقبل غروب الشمس بساعة - أي بعد أن ينقص حر الشمس - إزالة القشرة العليا من فوق الجمارة وألا يزيد سمك هذه القشرة المزالة على ملمترين ، وبعد كشط القشرة يوضع الإناء مباشرة تحت الأنبوب فتلاحظ أن الجمارة تدمع وتخرج هذا السائل رشحا من اللب ليتجمع في الإناء إلى قبيل شروق الشمس ، فإذا طلعت عليه الشمس فيصبح شرابا مسكرا ، ويجب شربه مباشرة وهو أجوده وإلا وضع في الثلاجة وجوبا حتى لا يصبح مسكرا - وهو ما يتعمد صنيعه أهل الفسق عندنا-
وقد سألت عن هذا الشراب أحد الإخوة الخليجيين فلم يعرفه خاصة وبلادهم بلاد يكثر فيها النخل، فعجبت لذلك ، كذلك لم أعثر على أثر أن العرب كانوا يعرفونه ، مع أن أحد الإخوة قال رأيت في بعض الآثار أنه منهي عنه ، ولم أعثر على هذا الأثر بل لم أعثر على كونه معروفا زمان النبئ صلى الله عليه وسلم. ولعل قوله تعالى (
ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون (67) يشمل هذا النوع من الشراب " اللاقمي" ما لم يشتد ويصبح مسكرا فحاله حال النبيذ سواء بسواء. منقول
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]