بين المرأة ووالدة زوجها
أجاب عن السؤال الشيخ عبد الحليم توميات
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فمعذرة لأنّي حذفت سؤالك، وملخّص سؤالك هو: كيف يمكنك أن تجعلي والدة زوجك ترضى عنك، ولا تكون بينك وبين زوجها، وهو بارّ بها جدّا.
فاعلمي –حفظك الله- أنّ المشكلات الواقعة بين المرأة وأهل زوجها وبخاصّة والدة زوجها مشكل عالميّ، حتّى كان من أمثال الشّاميّين أن قالوا: لا تتّفق الحماة والكنّة، حتّى يدخل إبليس الجنّة !!
وهذا نذكره لا على سبيل إقرارهم على هذا المعنى، ولكن لنبيّن أنّ هذه المشكلة باتت أطروحة كثير من البيوت في العالم العربيّ.
وأسباب ذلك:
1) غيرة الأمّ على ولدها، فهي دوما تريد أن تكون رقم واحد في قلب ولدها، وأصدقُك القول: ليس من السّهل أن تتقبّل الأمّ غير ذلك.
لذلك ننصح بما يلي:
- ننصح الرّجل بأن يحسن إلى والدته بعد الزّواج أكثر ممّا كان عليه قبل الزّواج، وذلك ليسدّ باب سوء الظنّ.
- وأن يقوم هو وزوجته أحيانا بما يشبه التّمثيل، فيمدح الأمّ أمام الزّوجة على حسن طبخها ورعايتها له، وأنّه لن يجد أفضل من طعامها واهتمامها.
- وأن يخبر والدته أحيانا بأنّ زوجته تحبّها، ولا تزال سيرتها على لسانها، والكذب في ذلك ليس محرّما لأنّه من باب إصلاح ذات البين.
- وننصح المرأة بمشاورة والدة زوجها في بعض الأمور، وكأنّ رأيها له وزن في ذلك.
- وعليها بالهديّة أحيانا، ففي الحديث: (( تَهَادَوا تَحَابُّوا )).
2) السّبب الثّاني: قلّة الوعي والفقه من الوالدات، فهنّ لا ينظرن إلى الأمور على الوجه الصّواب، فيسترسلن وراء العواطف، ووراء أمور تافهة. فهذا علاجه أن يُؤْتى إليها بمن يماثلها سنّا، فيرشِدنها إلى الحقّ والصّواب.
3) قلّة وعي النّساء وصبرهنّ، فإنّه لا بدّ أن تعلم أنّ هذا أمر طبيعيّ، وأنّ الزّواج ساعة هناء وأخرى حزن وشقاء، فلا بدّ أن تتذكّر ما يلي:
- تواصل دوما أمر الابن بصلة أمّه وطاعتها، فذاك من التّقوى، ومن يتّق الله يجعل له مخرجا.
- أن تتذكّر أنّ المرأة الكبيرة يجب إجلالها وتعظيمها، وأنّها بمثابة الأمّ لها.
- وأنّ المرأة الكبيرة في الوقت نفسه مثل الصبيّ يحبّ الدّلال والاهتمام.
4) وعليك بالدّعاء فلا شيء أكرم ولا أفضل عند الله من الدّعاء.
والله الموفّق لا ربّ سواه.