صَحراءُ تَلسعُ روحي في مَفازتها،
كأنّني وَعِلٌ يَسعى على حَذَرٍ،
يُراقبُ القَوْسَ مَشدوداً وقدْ بَرَقَتْ
غَوايةُ المَوْتِ،
أوْ أنّي وقدْ دَخلَتْ هذي الصَحارى
إلى روحي تُنابذُني.
طِفلٌ يَطيرُ بِجنحِ الشَمْعِ، لا جهةٌ،
وَالشمسُ في الكَبِدِ الجَمريِّ تَصهُرني.
صحراءُ في السقْفِ تَمشيها على
مَهَلٍ، هذي النجومُ،
وأقدامي تَغوصُ بها،
في كُلِّ أُفْقٍ إذا عَيْنايَ أبصرَتا،
يكونُ رَمْلٌ وَصَحْصاحٌ يُراقِصُهُ،
هذا الهجيرُ، وَصيَّادٌ يراقبني.
لا ماءُ، إلاَّ إذا جادَتْ عليَّ بهِ
جِنيّةُ الروحِ..
من صَدري تُقدِّمهُ،
دماً تَخثَّرَ كالجمرِ العجوزِ بدا
فحْماً، رماداً، إلى ريحٍ تُبدِّدُهُ.
صحراءُ تمشي، وأمشي في غَوايتها
حتّى تذوبَ ظلالُ الشكِّ في كَبِدٍ،
فَتفتحَ الرَمْسَ صحراءٌ مُولَّعةٌ
بِعالَمٍ خَرِبٍ، أرماسُهُ أبداً
في كَشْحها
وَيعودُ الكُلُّ مُتَّحِداً،
صحراءُ...
أوْ خفقُ صَوْتِ الريحِ في أُذني.
تُلاعبُ الرملَ،
تَذروهُ مُعابِثةً،
وَتجمعُ الرملَ في مَكْرٍ لِيَحْجُبَن
الأربعاء 13 أغسطس 2014 - 0:02 من طرف فاطمةالزهراء
اليومية
