كن صيادا كيسا
عبيد من كبار أئمة وقد حدثت قصة لطيفة بين أبي عبيد القاسم بن سلام - رحمه
الله - والإمام أحمد.. وأبو اللغة، والإمام أحمد - رحمه الله - معروف من هو؟ قال
أبو عبيد القاسم بن سلام : زرت الإمام أحمد، فلما دخلت قام فاعتنقني وأجلسني في
صدر مجلسه، فقلت: أليس يقال: صاحب البيت أو المجلس أحق بصدر بيته أو مجلسه؟ قال:
نعم يَقعُد ويُقعِد من يريد. أي إذا كان هذا حقه فآثر به آخر فإن له الحق أن يجلس،
قال أبو عبيد: قلت في نفسي: خذ يا أبا عبيد فائدة! ثم قلت: لو كنت آتيك على قدر ما
تستحق لأتيتك كل يوم، يعني: يا أحمد تستحق أن يأتيك الواحد كل يوم؛ لما يوجد عندك
من الفائدة، وأنه يجب أن يقدرك، قال: لا تقل ذلك فإن لي إخواناً ما ألقاهم كل سنة
إلا مرة، أنا أوثق في مودتهم ممن ألقى كل يوم، أي: يوجد ناس بيني وبينهم علاقات،
ما ألقاهم في السنة إلا مرة، أعز عليّ من أناس أراهم كل يوم. فالمسألة ليست بكثرة
الترداد، وإنما بالمنازل التي في القلوب، قال: قلت هذه أخرى يا أبا عبيد، فلما
أردت القيام قام معي، قلت: لا تفعل يا أبا عبد الله! فقال: قال الشعبي: من تمام
زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار، وتأخذ بركابه، قلت: يا أبا عبدالله! من
عن الشعبي؟ قال ابن أبي زائدة عن مجاهد عن الشعبي يعني السند الذي بينك وبين
الشعبي كم؟ قال ابن أبي زائدة عن مجاهد عن الشعبي، قلت: (هذه ثالثة يا أبا عبيد).
وهكذا كان السلف - رحمهم الله تعالى- يتعلمون ويذهب بعضهم إلى بعض من أجل أن
يتعلموا الفوائد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ